الإثنين، 31 أكتوبر 2011 - 11:20
تحقيق - أمل صالح
نقلا عن العدد اليومى..
«فى الحياة كلنا هاربون نسعى لتحقيق حياة أفضل لنا ولأطفالنا، منا من يهرب لبناء وطن ومنا من يهرب من وطنه سواء بطرق شرعية أو غير شرعية، بحثا عن لقمة خبز فى ارض مجهولة »
هذه كلمات شاب سودانى يدعى «ياسر إبراهيم هارون» يبلغ من العمر 22 سنه، جاء من إقليم دارفور قاصدا التسلل لإسرائيل، جسده الضئيل يحمل حروقا خطيرة وتقيحات لا يزال يعالج من اثارها داخل مستشفى العريش العام، «ياسر» نجا من موت محقق بعد تعرضه للتعذيب والتهديد بسرقة اعضائه وهو ما يكشف عنه هذا التحقيق الاستقصائى الذى يخترق عالم عصابات تهريب الافارقة وقتلهم ونزع أعضائهم بهدف الاتجار داخل وخارج مصر وبيعها بآلآف الجنيهات، وإلقاء الجثث فى الصحراء لتلقى مصيرها أما بتحللها أو نهش الحيوانات المفترسة لها، أو العثور عليها ووضعها داخل مشرحة مستشفى العريش العام لتشريحها والتعرف على سبب الوفاة.
جثث الضحايا
دخول مشرحة مستشفى العريش العام يتطلب النزول عبر أربع درجات من السلم، لترى بداخلها ثلاجات الجثث يوجد بكل منها درجين أو ثلاثة أدراج، والتى تضم حاليا خمسة جثث لأفارقة منهم الجثث الثلاثة التى تم العثور عليها منذ عدة أيام، مما يتسبب فى رائحة العفن تدل على استقبال قريب لجثث متحللة.
ووفقا لشهادة عامل بالمشرحة طلب عدم ذكر اسمه – أكد أن المستشفى أحيانا كثيرة تستقبل حالات من الافارقه لا تقوى المشرحة على تحمل عددهم، لذا تضطر إلى وضع أكثر من ثلاثة جثث فى درج ثلاجة واحد، وتتنوع الاصابات مابين جثث مقتولة برصاص الحدود أو ممزقة الجسد قبل التشريح الاستكشافى، وهو ما يعنى أن تلك الجثث تعرضت لفتح وسرقه أعضاء..
أحيانا يصل عدد الجثث إلى 10 حالات كما قال لنا « ع.ب» احد الأطباء بمستشفى العريش العام، مؤكدا أن طاقة المشرحة أحيانا لا تتسع لعدد الجثث التى تستقبلها.
و نظرا لعدم وجود هذا العدد الضخم من الجثث وقت دخولنا المشرحة، استطعنا الحصول على صور لجثث أفارقة منزوعة الأعضاء والأغشية، داخل المشرحة، وبعضها بدون أعين وو بعض الجثث تحمل جروح عميقة فى منطقة الكلى تدل على سرقتها، بالإضافة إلى وجود جثث بلا قرنية وبعضها الأخر بلا قلب.. أخرى مشوهة لدرجة لا تتضح معها هل تم سرقة أعضائها أم لا.
http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/youm/motsllenafarka31102011/7.jpg « نساء ورجال تلقى جثثهم ممزقه فى صحراء شمال سيناء بدون بعض الأعضاء وذلك اثر حقنهم بالبنج حتى لا يفسد العضو، ثم تحمل أعضائهم فى ثلاجات صغيرة ويتم تهريبها عبر الحدود» هذه هى شهادة الطبيب «ع.ب»، مشيرا إلى ان معظم الأطباء يتجاهلون كتابة تقارير طبية عن حاله الجثث الممزقة هربا من المسئولية، ويكتفون بوصف سبب الوفاة فى تصاريح الدفن بانه «لازال قيد البحث»، وهو ما يعد مخالفة صريحة للوائح والقوانين المنظمة لعمل الأطباء.
بالعودة إلى قصة ياسر الشاب السودانى، نتعرف أكثر على تفاصيل رحلته من السودان حتى وصوله إلى قسم الحروق والجراحة فى الدور الثالث بمستشفى العريش، قبل ان يبدأ ياسر كلامه ظلت عيناه المنكسرتين معلقتا على باب الحجرة فى توتر كأنة يخشى دخول شخص ما، فخرجت كلماته مرتعشة من الخوف الذى انتابه من جراء التعذيب الذى تعرض له على يد عصابات تهريب الأفارقة من سيناء إلى إسرائيل، مما جعل جسده الضئيل ملئ بالتقيحات والحروق، حالته الصحية الرثة أعجزتنا عن فهم ما يقول لدرجه أجبرتنا على أعاده التسجيل معه ثلاث مرات... تذكر ياسر تفاصيل رحلة تهريبه من السودان إلى الحدود المصرية، قائلا « احد الأشخاص يدعى ياسين وعدنى بالسفر إلى لبنان على أن يكون السفر مجانا وان يدفع لى نفقات السفر بمجرد وصولى إلى سيناء... فوجئت فور وصولى مصر انه سيتم ترحيلى إلى إسرائيل ورغم هذا استسلمت لقدره دون اعتراض فإسرائيل أهون ألف مرة من رصاص الهَرب »
تعذيب ياسر بدأ عندما فوجئ بطلب من « جماعات التهريب المسلحة من البدو» بمضاعفة المبلغ الذى اتفق على دفعه من 8 ألاف دولار إلى 16 ألف دولار، وهو أمر كان خارج الاتفاق الذى ابرمه فى السودان مع الجماعات التى تسهل هروبه من هناك، حيث كان الاتفاق ينص على أن الانتقال سيكون مجانا على أن يدفع 8 ألاف دولار عند الوصول للحدود المصرية، فى رحلة تستغرق ثلاثة ليالى ويتنقلون خلالها من ثلاث إلى أربع عربات «لاندكروزر»، مغطاة بخيم لا تسرب شعاع شمس ولا نسمة هواء على حد تعبيره، وأحيانا يستقلون مركب صغير عن طريق قناة السويس، الا ان ياسر عندما اكد لهم انه لا يستطع دفع كل هذا المبلغ تعرض للتعذيب عن طريق رش جسده النحيل بماء النار وكية بالجمر وكسر ضلوعه..
وقال ياسر محاولا إلتقاظ أنفاسه خاطفا نظرة سريعة على باب الغرفة « البدو قالولى لازم تدفع فلوس كتير... قلتلهم ماعندى، جابوللى تليفون وقالولى كلم اهلك يدفعولك وإلا سنقتلك ونأخذ أعضائك...، احد أفراد الأمن وصف لنا وضع ياسر قائلا «بينام كالمولود فى بطن أمه منكمش فى أخر السرير وجسمه كله بيترعش» ليقاطعنا ياسر قائلا « انا أسف كان نفسى اخلق حياة جميلة لى ولأطفالى »... ياسر تمكن من الهرب من البدو بعدما القوه فى الصحراء لأسباب لايعلمها إلى الله حتى عثرت عليه قوات حرس الحدود لتسلمه لمستشفى العريش العام.. قصة ياسر تتشابه مع قصص الكثيرين من الأفارقة النازحين بقصد الهرب إلى اسرائيل فى رحلة هجرة غير شرعية عبر الحدود المصرية.
رباب عبد الغنى سليم ناشطة حقوقية تعمل تطوعا فى غسل وتكفين جثث الأفارقة أكدت أن 50 % من الجثث التى تأتى تكون منزوعة الأعضاء، خاصة « الكبد والكلى والقرنية وأحيانا القلب » يتم وضع تلك الاعضاء فى ثلاجات صغيرة بعد استخراجها فى غرفة مجهزة لانتزاع الأعضاء أو فى عربة صغيرة أشبة بعربات الإسعاف وتنقل عبر الحدود أو إلى بعض المستشفيات الاستثمارية التى سحب منها الترخيص أكثر من مرة.
و تضيف رباب «الافارقه يعتقدوا أن إسرائيل هى ارض النعيم مايعرفوش أن الفتيات يغتصبن من عصابات البدو وإذا نجحوا فى العبور لإسرائيل يمتهن الدعارة والرجال يعملون فى الجيش الإسرائيلى واغلبهم يصبح «جواسيس».
حادث سيارة وقع منذ عدة ايام فى طريق « المهدية»، كشف النقاب عن استمرار تجارة الأعضاء بشمال سيناء رغم نفى جميع السلطات الأمنية، حيث فوجئ اهالى قبائل «الشيخ زويد» وفقا لرواياتهم إن السيارة التى توفى فيها طبيب يدعى «س..ع »، كانت تحمل ثلاجة صغيرة تحوى مجموعه من الأعضاء.
تهريب الأعضاء أو الأغشية المنتزعة من جسد الأفارقة عبر الحدود إلى إسرائيل امر سهل حيث يتعاون ضباط الجيش الإسرائيلى مع بدو من سيناء من منطقتى القسيمة ووداى الجمر، ووفقا لتقرير مركز الدراسات السودانية فإن ثمن الكلية فى مصر يصل إلى « 30 ألف دولار »و «40 ألف دولار للخصية الواحدة » و«40 ألف دولا ثمن الرحم » ويبلغ طاقم الأسنان السودانى «15 ألف دولار » وكذالك تعرض العيون والأجهزة الداخلية حتى القلب للبيع.
اللافت ان كل هذه الممارسات تحدث على الرغم من ان المادة السادسة من قانون مكافحه الاتجار بالبشر رقم 64 لعام 2010، تنص على معاقبة كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر بالسجن المؤبد والغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تتجاوز خمسمائة ألف جنية.
المفاجأة الأخرى تكمن فيما كشفه الشيخ محمد رشيد شيخ قبيلة التياها – الذى أكد أن أشهر الأشخاص المتاجرين بالأفارقه والمتعاملين مع إسرائيل هو شخص يدعى ( س.. ن )، هارب من حكم بالمؤبد ويعرف نفسه «بالسلطان» يعرف بأنه مقتدر يملك كثير من المال والسلاح، ويضيف الشيخ ان ( س.. ن ) يقوم بتخبأة الأفارقة فى كهف سرى يبعد 40 ك تقريبآ عن مدينة « نخل» طريق نفق «نوبيع» ويبعد عن العريش 155 كيلو متر مشيرا إلى انه مكان نائى لايوجد به احد، يقول الشيخ « كنا نرى لديه أحيانا سيارة بيضاء كبيرة أشبة بعربة الإسعاف تأتى له عند منزله، وفى إحدى المرات وجد بعض الشباب لديه طبيب تقريبا فى الخامسة والثلاثون من عمره، اعتقدنا وقتها انه مريض، إلا أننا عرفنا فيما بعد انه طبيب ثم فوجئنا بوجود عدد كبير من الافارقه عنده، وفى احدى الجلسات العرفية اقر انه يتاجر فى الرقيق فقط كوسيلة للمعيشة على اعتبار انه كغيرة من أهل سيناء بلا عمل، إلا أن خوف أهل القرية من احتمال تحويل الأمر لمافيا جعلنا نجبره على الرحيل وبالفعل هاجمناه منذ شهرين إلا انه هرب، وبعدها اكتشفنا مقبرة جماعية على بعد 500 متر من منزله، بها العديد من الجثث الممزقة وكثير من الهياكل العظمية ».
وهنا التقط طرف الحديث ضيف الله من قبيلة التياها احد الشباب الذى شارك فى عملية اقتحام منزل (س.ن) الرجل الذى يعرف عنه انه من اكبر المشتغلين بتجارة الأعضاء المنتشرة فى شمال سيناء، ليقول «عندما اقتحمنا منزلة منذ 30 يوم تقريبا وجدنا ورق يدل على تحويل أموال للرجل من اسرائيل، مشيرا انهم عثروا على المغارة السرية التى يخبئ بها الافارقه بعد تتبع دليل إطار العربة على الرمال، ليؤكد أنهم حينما اكتشفوا المكان وجودوا بقايا جثث وما يقرب من 80 شخص لا يزالون على قيد الحياة، وقاموا بعدها بتسليمهم لقسم شرطة نخل.
كان من الضرورى التحقق من المعلومات التى أدلى بها أفراد قبيلة التياها، وهو ما دفعنا إلى زيارة المنطقة التى يوجد بها منزل « س. ن «، وهو عبارة عن منزل بسيط كغيره من المنازل المتطرفة فى شمال سيناء، يقع فى منطقة خالية تماما من البشر، يتكون من 4 حجرات، وبالفعل على بعد ما يقرب من 500 متر، يوجد كهف ومغارة تبلغ مساحتها تقريبا 1000 متر، فى أرضية المغارة تُلقى على الأرض بعض علب الطعام واشولة من البصل وعلب العصير وبجوارها بقايا هياكل عظمية وجثث مضروبة العنق وأخرى فى تحلل كامل الشيخ رشيد أوضح أن معظم تلك الجثث يؤخذ منها كل شىء حتى دمائها، ليشير بقولة لا ينجو من هؤلاء الأفارقة إلا من رحم ربى... وحاولنا كثيرا التصدى لهذا المجرم، إلا انه هرب بمعاونه أتباعه من أهل عشيرته والى الأن لانعرف مكانه.
فى اتصال تليفونى مع شاب اريترى يدعى «وليد داوود» من داخل «سجن رمانة» قرب العريش تحدث «اليوم السابع» مع الشاب ابن الثلاث وعشرون عاما، والذى وصف رحله النازحين من اريتريا إلى السودان ثم إلى سيناء، مؤكدا ان البداية كانت مع احد المنظمات الدولية فى السودان المختصة بشئون دارفور، والتى تحصلت على اموال منه ومن اصدقائه تتراوح بين «-1000 2000 دولار »، مشيرا ان بعض الهاربين لا يلجأون إلى هذه المنظمات ويكتفون بعلاقاتهم مع بعض السماسرة، ممن هم على علاقة ببدو فى شمال سيناء، يقول داوود « فى مدينة «كسلا « اتفقت مع احد الأشخاص على الهرب لإسرائيل على أن يكون النقل مجانا وان ادفع 10 ألاف دولار عند الوصول لسيناء عن طريق عربات لاند كرورز تحمل مابين -15 17 شخص، ولو حاول احدنا التحرك من السيارة يطلق عليه الرصاص مباشرة.. نحن لم نكن نعرف أين نحن أو إلى أين سنستقر حتى نذهب لإسرائيل كل مانعرفه هو أننا سنذهب إلى سيناء، داوود أشار إلى أنهم أثناء احتجازهم لدى البدو فوجئوا بمضاعفة المبلغ، ومن لايدفع يعطوهم تليفونات اهله للتواصل معهم بعد تلقيهم لجرعه تعذيب بوسائل متنوعة كالضرب بالسوط والخراطيم وإلقاء المياه الساخنة على جسدهم... وبعد صمت دام لفترة حاول داوود أن يصف مشهد قتل صديقة أمام عينه بيدى البدو قائلا «قتلوا زميلى «روزانى برهانى» أمامنا واخذوا جثته وألقوها بالصحراء ليؤكدوا على تنفيذ تهديداتهم فى حاله عدم دفعنا للفلوس».
حمدى العزازى رئيس جمعية الجيل الجديد لحقوق الإنسان بشمال سيناء، اكد أن عدد القتلى الأفارقة زاد بعد ثورة يناير نظرا لزيادة معدل الانفلات الامنى فى المنطقة، وهو ما يتفق بالفعل مع التقرير الصادر من مركز دراسات السودان والذى يؤكد الأحداث السياسية فى مصر عقب انشغال العالم بمجريات ثورة 25 يناير، أدت إلى ممارسة المهربون أعمالا أكثر خطورة إذ يتم حبس المتسللين كرهائن فى الشقق فى سيناء أو المزارع ولا يطلقون سراح أحدهم إلا عقب قيام ذويه بدفع فدية تصل إلى 10 آلاف دولار.
ويؤكد عزازى ان المقابل الذى تحصل عليه عصابات البدو هو إما شحنة من الأسلحة أو اموال، فى حين تقوم إسرائيل ببيع تلك الأعضاء المهربة بثلاث أضعاف المبلغ للحالات الحرجة لجميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن بعض المنظمات السودانية المهتمة بملف دارفور تحصد أموالأ من الأفارقة الراغبين فى الهرب مقابل حصولها على مبلغ يتراوح من «-1000 2000 دولار» لتساعدهم على الهرب من السودان لإسرائيل على أن يتم تجنيدهم فى الجيش الإسرائيلى.
وعن تلك العصابات أكد عزازى بأنها متعددة الإجرام قائلا « تلك العصابات ليس لها اختصاص محدد، فهى جماعات مسلحة تتاجر بالمخدرات والسلاح، وأحيانا يستغلون الافارقه لزراعة الحشيش، ناهيك عن الاستغلال الجنسى لبعض النازحات الأفريقيات فكثير من الفتيات يتعرضن للاغتصاب والحمل سفاحا من العصابات بعد عجزهن عن دفع الفدية».
تقرير الاتجار بالبشر الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضى، جاء فيه ان مصر تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم فى الاتجار بالبشر، كما أن مصر تعد محطة انتقالية هامة فيما يخص الاتجار فى النساء بين أوروبا الشرقية وإسرائيل بشكل اساسى، كما أشار التقرير إلى تراوح أسعار الأعضاء المباعة والتى تم سرقتها من الأفارقة بعد قتلهم، لتباع داخل إسرائيل بمبالغ تتراوح من -100 150 ألف دولار.
سعيد العتيق ناشط سياسى بشمال سيناء يؤكد أن عمليه تسهيل هرب الأفارقة من القرن الأفريقى تتم عن طريق كوبرى السلام أو نفق الشهيد احمد حمدى ويكون فى ساعات متأخرة من الليل، تحديدا فى آخر ساعتين من خدمة الضباط أو المجندين بتلك المناطق حتى لا يكتشف أمر من يقوم بتسهيل تلك العملية المحرمة دوليا.
بينما يؤكد الدكتور عماد الدين الشحات رئيس مصلحة الطب الشرعى فرع بورسعيد والمسئول الأول عن تشريح الجثث بشمال سيناء، يؤكد أن هناك بعض الجثث لا يتم تشريحها لأسباب غير معروفه، يقول الطبيب « أحيانا لا نرى جثث معينة وعندما نسأل عن السبب نسمع عن صدور قرارات بمنع تشريح بعض تلك الجثث، وأحيانا يقال لنا أن السفارة التى تتبع لها الجثة تأبى تشريحها وتطلب إيفاده لهم فورا، مؤكدا أن من افضل الأعضاء التى يمكن تهريبها، هى قرنية العين حيث حفظها فى ثلاجات معينة، ويمكن استخدامها خلال 24 ساعة من يوم استخراجها بالاضافة إلى انها ليست من العمليات المعقدة ولاتحتاج لمعدات كثيرة».
معلومات التى كشفنا عنها عبر رحلة طويلة لا تزال لها تفاصيل وأبعاد اخرى سنكشفها فى الفترة القادمة، بهدف التخلص من تلك العصابات التى تبث مشاعر الخوف على هذا البلد من داخليا وخارجيا.
تحقيق - أمل صالح
نقلا عن العدد اليومى..
«فى الحياة كلنا هاربون نسعى لتحقيق حياة أفضل لنا ولأطفالنا، منا من يهرب لبناء وطن ومنا من يهرب من وطنه سواء بطرق شرعية أو غير شرعية، بحثا عن لقمة خبز فى ارض مجهولة »
هذه كلمات شاب سودانى يدعى «ياسر إبراهيم هارون» يبلغ من العمر 22 سنه، جاء من إقليم دارفور قاصدا التسلل لإسرائيل، جسده الضئيل يحمل حروقا خطيرة وتقيحات لا يزال يعالج من اثارها داخل مستشفى العريش العام، «ياسر» نجا من موت محقق بعد تعرضه للتعذيب والتهديد بسرقة اعضائه وهو ما يكشف عنه هذا التحقيق الاستقصائى الذى يخترق عالم عصابات تهريب الافارقة وقتلهم ونزع أعضائهم بهدف الاتجار داخل وخارج مصر وبيعها بآلآف الجنيهات، وإلقاء الجثث فى الصحراء لتلقى مصيرها أما بتحللها أو نهش الحيوانات المفترسة لها، أو العثور عليها ووضعها داخل مشرحة مستشفى العريش العام لتشريحها والتعرف على سبب الوفاة.
جثث الضحايا
دخول مشرحة مستشفى العريش العام يتطلب النزول عبر أربع درجات من السلم، لترى بداخلها ثلاجات الجثث يوجد بكل منها درجين أو ثلاثة أدراج، والتى تضم حاليا خمسة جثث لأفارقة منهم الجثث الثلاثة التى تم العثور عليها منذ عدة أيام، مما يتسبب فى رائحة العفن تدل على استقبال قريب لجثث متحللة.
ووفقا لشهادة عامل بالمشرحة طلب عدم ذكر اسمه – أكد أن المستشفى أحيانا كثيرة تستقبل حالات من الافارقه لا تقوى المشرحة على تحمل عددهم، لذا تضطر إلى وضع أكثر من ثلاثة جثث فى درج ثلاجة واحد، وتتنوع الاصابات مابين جثث مقتولة برصاص الحدود أو ممزقة الجسد قبل التشريح الاستكشافى، وهو ما يعنى أن تلك الجثث تعرضت لفتح وسرقه أعضاء..
أحيانا يصل عدد الجثث إلى 10 حالات كما قال لنا « ع.ب» احد الأطباء بمستشفى العريش العام، مؤكدا أن طاقة المشرحة أحيانا لا تتسع لعدد الجثث التى تستقبلها.
و نظرا لعدم وجود هذا العدد الضخم من الجثث وقت دخولنا المشرحة، استطعنا الحصول على صور لجثث أفارقة منزوعة الأعضاء والأغشية، داخل المشرحة، وبعضها بدون أعين وو بعض الجثث تحمل جروح عميقة فى منطقة الكلى تدل على سرقتها، بالإضافة إلى وجود جثث بلا قرنية وبعضها الأخر بلا قلب.. أخرى مشوهة لدرجة لا تتضح معها هل تم سرقة أعضائها أم لا.
http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/youm/motsllenafarka31102011/7.jpg « نساء ورجال تلقى جثثهم ممزقه فى صحراء شمال سيناء بدون بعض الأعضاء وذلك اثر حقنهم بالبنج حتى لا يفسد العضو، ثم تحمل أعضائهم فى ثلاجات صغيرة ويتم تهريبها عبر الحدود» هذه هى شهادة الطبيب «ع.ب»، مشيرا إلى ان معظم الأطباء يتجاهلون كتابة تقارير طبية عن حاله الجثث الممزقة هربا من المسئولية، ويكتفون بوصف سبب الوفاة فى تصاريح الدفن بانه «لازال قيد البحث»، وهو ما يعد مخالفة صريحة للوائح والقوانين المنظمة لعمل الأطباء.
بالعودة إلى قصة ياسر الشاب السودانى، نتعرف أكثر على تفاصيل رحلته من السودان حتى وصوله إلى قسم الحروق والجراحة فى الدور الثالث بمستشفى العريش، قبل ان يبدأ ياسر كلامه ظلت عيناه المنكسرتين معلقتا على باب الحجرة فى توتر كأنة يخشى دخول شخص ما، فخرجت كلماته مرتعشة من الخوف الذى انتابه من جراء التعذيب الذى تعرض له على يد عصابات تهريب الأفارقة من سيناء إلى إسرائيل، مما جعل جسده الضئيل ملئ بالتقيحات والحروق، حالته الصحية الرثة أعجزتنا عن فهم ما يقول لدرجه أجبرتنا على أعاده التسجيل معه ثلاث مرات... تذكر ياسر تفاصيل رحلة تهريبه من السودان إلى الحدود المصرية، قائلا « احد الأشخاص يدعى ياسين وعدنى بالسفر إلى لبنان على أن يكون السفر مجانا وان يدفع لى نفقات السفر بمجرد وصولى إلى سيناء... فوجئت فور وصولى مصر انه سيتم ترحيلى إلى إسرائيل ورغم هذا استسلمت لقدره دون اعتراض فإسرائيل أهون ألف مرة من رصاص الهَرب »
تعذيب ياسر بدأ عندما فوجئ بطلب من « جماعات التهريب المسلحة من البدو» بمضاعفة المبلغ الذى اتفق على دفعه من 8 ألاف دولار إلى 16 ألف دولار، وهو أمر كان خارج الاتفاق الذى ابرمه فى السودان مع الجماعات التى تسهل هروبه من هناك، حيث كان الاتفاق ينص على أن الانتقال سيكون مجانا على أن يدفع 8 ألاف دولار عند الوصول للحدود المصرية، فى رحلة تستغرق ثلاثة ليالى ويتنقلون خلالها من ثلاث إلى أربع عربات «لاندكروزر»، مغطاة بخيم لا تسرب شعاع شمس ولا نسمة هواء على حد تعبيره، وأحيانا يستقلون مركب صغير عن طريق قناة السويس، الا ان ياسر عندما اكد لهم انه لا يستطع دفع كل هذا المبلغ تعرض للتعذيب عن طريق رش جسده النحيل بماء النار وكية بالجمر وكسر ضلوعه..
وقال ياسر محاولا إلتقاظ أنفاسه خاطفا نظرة سريعة على باب الغرفة « البدو قالولى لازم تدفع فلوس كتير... قلتلهم ماعندى، جابوللى تليفون وقالولى كلم اهلك يدفعولك وإلا سنقتلك ونأخذ أعضائك...، احد أفراد الأمن وصف لنا وضع ياسر قائلا «بينام كالمولود فى بطن أمه منكمش فى أخر السرير وجسمه كله بيترعش» ليقاطعنا ياسر قائلا « انا أسف كان نفسى اخلق حياة جميلة لى ولأطفالى »... ياسر تمكن من الهرب من البدو بعدما القوه فى الصحراء لأسباب لايعلمها إلى الله حتى عثرت عليه قوات حرس الحدود لتسلمه لمستشفى العريش العام.. قصة ياسر تتشابه مع قصص الكثيرين من الأفارقة النازحين بقصد الهرب إلى اسرائيل فى رحلة هجرة غير شرعية عبر الحدود المصرية.
رباب عبد الغنى سليم ناشطة حقوقية تعمل تطوعا فى غسل وتكفين جثث الأفارقة أكدت أن 50 % من الجثث التى تأتى تكون منزوعة الأعضاء، خاصة « الكبد والكلى والقرنية وأحيانا القلب » يتم وضع تلك الاعضاء فى ثلاجات صغيرة بعد استخراجها فى غرفة مجهزة لانتزاع الأعضاء أو فى عربة صغيرة أشبة بعربات الإسعاف وتنقل عبر الحدود أو إلى بعض المستشفيات الاستثمارية التى سحب منها الترخيص أكثر من مرة.
و تضيف رباب «الافارقه يعتقدوا أن إسرائيل هى ارض النعيم مايعرفوش أن الفتيات يغتصبن من عصابات البدو وإذا نجحوا فى العبور لإسرائيل يمتهن الدعارة والرجال يعملون فى الجيش الإسرائيلى واغلبهم يصبح «جواسيس».
حادث سيارة وقع منذ عدة ايام فى طريق « المهدية»، كشف النقاب عن استمرار تجارة الأعضاء بشمال سيناء رغم نفى جميع السلطات الأمنية، حيث فوجئ اهالى قبائل «الشيخ زويد» وفقا لرواياتهم إن السيارة التى توفى فيها طبيب يدعى «س..ع »، كانت تحمل ثلاجة صغيرة تحوى مجموعه من الأعضاء.
تهريب الأعضاء أو الأغشية المنتزعة من جسد الأفارقة عبر الحدود إلى إسرائيل امر سهل حيث يتعاون ضباط الجيش الإسرائيلى مع بدو من سيناء من منطقتى القسيمة ووداى الجمر، ووفقا لتقرير مركز الدراسات السودانية فإن ثمن الكلية فى مصر يصل إلى « 30 ألف دولار »و «40 ألف دولار للخصية الواحدة » و«40 ألف دولا ثمن الرحم » ويبلغ طاقم الأسنان السودانى «15 ألف دولار » وكذالك تعرض العيون والأجهزة الداخلية حتى القلب للبيع.
اللافت ان كل هذه الممارسات تحدث على الرغم من ان المادة السادسة من قانون مكافحه الاتجار بالبشر رقم 64 لعام 2010، تنص على معاقبة كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر بالسجن المؤبد والغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تتجاوز خمسمائة ألف جنية.
المفاجأة الأخرى تكمن فيما كشفه الشيخ محمد رشيد شيخ قبيلة التياها – الذى أكد أن أشهر الأشخاص المتاجرين بالأفارقه والمتعاملين مع إسرائيل هو شخص يدعى ( س.. ن )، هارب من حكم بالمؤبد ويعرف نفسه «بالسلطان» يعرف بأنه مقتدر يملك كثير من المال والسلاح، ويضيف الشيخ ان ( س.. ن ) يقوم بتخبأة الأفارقة فى كهف سرى يبعد 40 ك تقريبآ عن مدينة « نخل» طريق نفق «نوبيع» ويبعد عن العريش 155 كيلو متر مشيرا إلى انه مكان نائى لايوجد به احد، يقول الشيخ « كنا نرى لديه أحيانا سيارة بيضاء كبيرة أشبة بعربة الإسعاف تأتى له عند منزله، وفى إحدى المرات وجد بعض الشباب لديه طبيب تقريبا فى الخامسة والثلاثون من عمره، اعتقدنا وقتها انه مريض، إلا أننا عرفنا فيما بعد انه طبيب ثم فوجئنا بوجود عدد كبير من الافارقه عنده، وفى احدى الجلسات العرفية اقر انه يتاجر فى الرقيق فقط كوسيلة للمعيشة على اعتبار انه كغيرة من أهل سيناء بلا عمل، إلا أن خوف أهل القرية من احتمال تحويل الأمر لمافيا جعلنا نجبره على الرحيل وبالفعل هاجمناه منذ شهرين إلا انه هرب، وبعدها اكتشفنا مقبرة جماعية على بعد 500 متر من منزله، بها العديد من الجثث الممزقة وكثير من الهياكل العظمية ».
وهنا التقط طرف الحديث ضيف الله من قبيلة التياها احد الشباب الذى شارك فى عملية اقتحام منزل (س.ن) الرجل الذى يعرف عنه انه من اكبر المشتغلين بتجارة الأعضاء المنتشرة فى شمال سيناء، ليقول «عندما اقتحمنا منزلة منذ 30 يوم تقريبا وجدنا ورق يدل على تحويل أموال للرجل من اسرائيل، مشيرا انهم عثروا على المغارة السرية التى يخبئ بها الافارقه بعد تتبع دليل إطار العربة على الرمال، ليؤكد أنهم حينما اكتشفوا المكان وجودوا بقايا جثث وما يقرب من 80 شخص لا يزالون على قيد الحياة، وقاموا بعدها بتسليمهم لقسم شرطة نخل.
كان من الضرورى التحقق من المعلومات التى أدلى بها أفراد قبيلة التياها، وهو ما دفعنا إلى زيارة المنطقة التى يوجد بها منزل « س. ن «، وهو عبارة عن منزل بسيط كغيره من المنازل المتطرفة فى شمال سيناء، يقع فى منطقة خالية تماما من البشر، يتكون من 4 حجرات، وبالفعل على بعد ما يقرب من 500 متر، يوجد كهف ومغارة تبلغ مساحتها تقريبا 1000 متر، فى أرضية المغارة تُلقى على الأرض بعض علب الطعام واشولة من البصل وعلب العصير وبجوارها بقايا هياكل عظمية وجثث مضروبة العنق وأخرى فى تحلل كامل الشيخ رشيد أوضح أن معظم تلك الجثث يؤخذ منها كل شىء حتى دمائها، ليشير بقولة لا ينجو من هؤلاء الأفارقة إلا من رحم ربى... وحاولنا كثيرا التصدى لهذا المجرم، إلا انه هرب بمعاونه أتباعه من أهل عشيرته والى الأن لانعرف مكانه.
فى اتصال تليفونى مع شاب اريترى يدعى «وليد داوود» من داخل «سجن رمانة» قرب العريش تحدث «اليوم السابع» مع الشاب ابن الثلاث وعشرون عاما، والذى وصف رحله النازحين من اريتريا إلى السودان ثم إلى سيناء، مؤكدا ان البداية كانت مع احد المنظمات الدولية فى السودان المختصة بشئون دارفور، والتى تحصلت على اموال منه ومن اصدقائه تتراوح بين «-1000 2000 دولار »، مشيرا ان بعض الهاربين لا يلجأون إلى هذه المنظمات ويكتفون بعلاقاتهم مع بعض السماسرة، ممن هم على علاقة ببدو فى شمال سيناء، يقول داوود « فى مدينة «كسلا « اتفقت مع احد الأشخاص على الهرب لإسرائيل على أن يكون النقل مجانا وان ادفع 10 ألاف دولار عند الوصول لسيناء عن طريق عربات لاند كرورز تحمل مابين -15 17 شخص، ولو حاول احدنا التحرك من السيارة يطلق عليه الرصاص مباشرة.. نحن لم نكن نعرف أين نحن أو إلى أين سنستقر حتى نذهب لإسرائيل كل مانعرفه هو أننا سنذهب إلى سيناء، داوود أشار إلى أنهم أثناء احتجازهم لدى البدو فوجئوا بمضاعفة المبلغ، ومن لايدفع يعطوهم تليفونات اهله للتواصل معهم بعد تلقيهم لجرعه تعذيب بوسائل متنوعة كالضرب بالسوط والخراطيم وإلقاء المياه الساخنة على جسدهم... وبعد صمت دام لفترة حاول داوود أن يصف مشهد قتل صديقة أمام عينه بيدى البدو قائلا «قتلوا زميلى «روزانى برهانى» أمامنا واخذوا جثته وألقوها بالصحراء ليؤكدوا على تنفيذ تهديداتهم فى حاله عدم دفعنا للفلوس».
حمدى العزازى رئيس جمعية الجيل الجديد لحقوق الإنسان بشمال سيناء، اكد أن عدد القتلى الأفارقة زاد بعد ثورة يناير نظرا لزيادة معدل الانفلات الامنى فى المنطقة، وهو ما يتفق بالفعل مع التقرير الصادر من مركز دراسات السودان والذى يؤكد الأحداث السياسية فى مصر عقب انشغال العالم بمجريات ثورة 25 يناير، أدت إلى ممارسة المهربون أعمالا أكثر خطورة إذ يتم حبس المتسللين كرهائن فى الشقق فى سيناء أو المزارع ولا يطلقون سراح أحدهم إلا عقب قيام ذويه بدفع فدية تصل إلى 10 آلاف دولار.
ويؤكد عزازى ان المقابل الذى تحصل عليه عصابات البدو هو إما شحنة من الأسلحة أو اموال، فى حين تقوم إسرائيل ببيع تلك الأعضاء المهربة بثلاث أضعاف المبلغ للحالات الحرجة لجميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن بعض المنظمات السودانية المهتمة بملف دارفور تحصد أموالأ من الأفارقة الراغبين فى الهرب مقابل حصولها على مبلغ يتراوح من «-1000 2000 دولار» لتساعدهم على الهرب من السودان لإسرائيل على أن يتم تجنيدهم فى الجيش الإسرائيلى.
وعن تلك العصابات أكد عزازى بأنها متعددة الإجرام قائلا « تلك العصابات ليس لها اختصاص محدد، فهى جماعات مسلحة تتاجر بالمخدرات والسلاح، وأحيانا يستغلون الافارقه لزراعة الحشيش، ناهيك عن الاستغلال الجنسى لبعض النازحات الأفريقيات فكثير من الفتيات يتعرضن للاغتصاب والحمل سفاحا من العصابات بعد عجزهن عن دفع الفدية».
تقرير الاتجار بالبشر الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضى، جاء فيه ان مصر تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم فى الاتجار بالبشر، كما أن مصر تعد محطة انتقالية هامة فيما يخص الاتجار فى النساء بين أوروبا الشرقية وإسرائيل بشكل اساسى، كما أشار التقرير إلى تراوح أسعار الأعضاء المباعة والتى تم سرقتها من الأفارقة بعد قتلهم، لتباع داخل إسرائيل بمبالغ تتراوح من -100 150 ألف دولار.
سعيد العتيق ناشط سياسى بشمال سيناء يؤكد أن عمليه تسهيل هرب الأفارقة من القرن الأفريقى تتم عن طريق كوبرى السلام أو نفق الشهيد احمد حمدى ويكون فى ساعات متأخرة من الليل، تحديدا فى آخر ساعتين من خدمة الضباط أو المجندين بتلك المناطق حتى لا يكتشف أمر من يقوم بتسهيل تلك العملية المحرمة دوليا.
بينما يؤكد الدكتور عماد الدين الشحات رئيس مصلحة الطب الشرعى فرع بورسعيد والمسئول الأول عن تشريح الجثث بشمال سيناء، يؤكد أن هناك بعض الجثث لا يتم تشريحها لأسباب غير معروفه، يقول الطبيب « أحيانا لا نرى جثث معينة وعندما نسأل عن السبب نسمع عن صدور قرارات بمنع تشريح بعض تلك الجثث، وأحيانا يقال لنا أن السفارة التى تتبع لها الجثة تأبى تشريحها وتطلب إيفاده لهم فورا، مؤكدا أن من افضل الأعضاء التى يمكن تهريبها، هى قرنية العين حيث حفظها فى ثلاجات معينة، ويمكن استخدامها خلال 24 ساعة من يوم استخراجها بالاضافة إلى انها ليست من العمليات المعقدة ولاتحتاج لمعدات كثيرة».
معلومات التى كشفنا عنها عبر رحلة طويلة لا تزال لها تفاصيل وأبعاد اخرى سنكشفها فى الفترة القادمة، بهدف التخلص من تلك العصابات التى تبث مشاعر الخوف على هذا البلد من داخليا وخارجيا.