الأفارقة المجازفون على الحدود المصرية الإسرائيلية
,'الأفارقة المجازفون على الحدود المصرية الإسرائيلية');]اضغط للتكبير[/url]
مأوى أفارقة مهاجرين في إسرائيل
6/7/2010 1:51:24 AM
عربات التوك توك تتتلمس طريقها عبر الأزقة الملتوية في منطقة أرض اللوا ، والبائعون المتجولون ينادون على بضائعهم.
هذا الحي الفقير من أحياء القاهرة مستقر لأعداد متزايدة من المهاجرين الأفارقة، غير أن العديد منهم لا يريدون البقاء فيه.
في شقته البسيطة حكى يحيى محمد إدريس ـ اللاجئ من دارفور بالسودان ـ كيف خاطر بكل شيء حتى ينتقل إلى إسرائيل.
قررت أن أذهب لإسرائيل، لأن الذين ذهبوا قبلي قالوا لي إن الوضع هناك أفضل بكثير .
تركت وطني أبحث عن السلامة والأمان، لكني في مصر وجدت التحرش ومشاكل أخرى .
العمل هنا صعب، وهم يرشقونني بالحجارة والبندورة في الشارع. يلعنوني وينادوني بالأسود .
وكالمئات مثله شهريا دفع إدريس مبلغا من المال لمهربين بدو ليأخذوه وأسرته في الرحلة الخطرة إلى الحدود المصرية الإسرائيلية.
تكلفت الرحلة 600 دولار للسفر بالأوتوبيس ثم الاختباء في شاحنة. وفي النهاية تركوا في صحراء سيناء في الساعات الأخيرة من الليل.
القوات المصرية لمحتهم بسرعة.
بينما كنا نعبر الحدود أطلقت النيران .
تم تطويقنا وجلسنا على الأرض، وأخذوا في ضربنا وإطلاق الرصاص طوال الوقت. أصيبت زوجتي بالإغماء، والأطفال صاروا يصرخون .
اعتقل أدريس وسجن لمدة عام، ولم يتمكن منذ الإفراج عنه قبل عدة شهور من العثور على زوجته وطفليه.
بالنسبة لآخرين كان الأمر أصعب من ذلك.
فقد قتل 16 لاجئا ومهاجرا من منطقة جنوب الصحارى على الحدود خلال العام، فيما أصيب كثيرون غيرهم بجراح.
ويتم تجاهل التحذيرات. يقول عبد الله هنزل الذي يعمل ضمن مجموعة لدعم اللاجئين هذا مشكلة شائعة، حين يحاول الناس العبور إلى إسرائيل تطلق سلطات الأمن المصرية النار عليهم وتقتلهم .
وأحيانا حين لا يطلقون عليهم النار يعتقلونهم ويرحلونهم. ويحاول مركزنا الإبلاغ حينما يتم ترحيل أحدهم أو وضعه في السجن .
ويصر مسؤولون مصريون على أنهم لا يطلقون النار على الحدود إلا بعدما يتجاهل الذين يقومون بالعبور مطالبنا المتكررة لهم بالتوقف، ويشير المسؤولون إلى أن عصابات التهريب تحمل مسدسات.
غير أن الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان قد طالبت مصر بالكف عن استخدام القوة المفرطة.
وتم انتقاد تصريح أطلقه مؤخرا وزير الخارجية المصري أشار فيه إلى أن الوفيات لم تتجاوز 2%في عام 2008، أما في عام 2009 فقد بلغت 4% من مجموع عدد الذين يعبرون الحدود بصورة غير قانونية.
وقال محمد الديري الممثل الإقليمي لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنه يأمل في أن يتم الآن وضع سياسات جديدة.
غير أن المشكلة حتى الآن تبدو في تصاعد.
فبموجب صفقة بين ليبيا وإيطاليا عام 2009 تم إغلاق الممر البحري إلى أوروبا أمام المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، ومما ساعد في توجيه مسار تدفقهم نحو إسرائيل، التي تعتبر بأنها تقدم فرص عمل أفضل ومستويات أكثر تمشيا مع المستويات الغربية.
ويتزايد عدد السودانيين والإثيوبيين والإريتريين الذين يتنقلون مباشرة بعد الوصول إلى مصر إلى الحدود .
وتقول إسرائيل إن وصول نحو 1500 لاجئ وطالب لجوء قد وضعت ضغوطا شديدة على أجهزة الأمن والرفاه الاجتماعي.
وقد بدأت إسرائيل العمل بسياسة العودة الساخنة المثيرة للجدل والتي تقوم بموجبها بإعادة المهاجرين فورا من حيث أتوا.
ويقول عماد جاد الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن إسرائيل تتهم مصر دوما بعدم ممارسة دور فعال لمنع التهريب ودخول اللاجئين غير الشرعيين .
ويشير إلى أن عدد القوات في هذه المناطق الحساسة سياسيا محدود بموجب اتفاقية السلام عام 1979 مع إسرائيل .
ويقول إنه وفقا لاتفاقية السلام يحق لمصر نشر 450 جنديا فقط، وتمت زيادة هذا العدد بعد عام 2007 إلى 750 .
لكن لو تحدثنا عن حدود بطول 240 كيلومترا فإن هذا العدد لا يكفي لتأمين الحدود .
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي في كانون الثاني/يناير خططا لبناء عازل على طول جزء من الحدود، وتركيب معدات مراقبة لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين والمسلحين.
لكن في أرض اللوا يظل إدريس على تصميمه، فهو لم يكف أبدا عن الحلم ببداية جديدة في إسرائيل.
لو كانت زوجتي وطفلاي معي لخبرت نفس الكابوس مرة أخرى، فأنا أريد ان أعيش حياة جيدة عندما أتقدم في السن .
لو وجدت سبيلا للوصول إلى إيطاليا أو كندا لذهبت هناك، لكن حسب معلوماتي فهذه أقرب حدود يمكننا الوصول إليها. أنا لا اعرف أبدا سوى كيفية الوصول إلى إسرائيل . هذا المحتوى
,'الأفارقة المجازفون على الحدود المصرية الإسرائيلية');]اضغط للتكبير[/url]
مأوى أفارقة مهاجرين في إسرائيل
('الأفارقة المجازفون على الحدود المصرية الإسرائيلية',
6/7/2010 1:51:24 AM
عربات التوك توك تتتلمس طريقها عبر الأزقة الملتوية في منطقة أرض اللوا ، والبائعون المتجولون ينادون على بضائعهم.
هذا الحي الفقير من أحياء القاهرة مستقر لأعداد متزايدة من المهاجرين الأفارقة، غير أن العديد منهم لا يريدون البقاء فيه.
في شقته البسيطة حكى يحيى محمد إدريس ـ اللاجئ من دارفور بالسودان ـ كيف خاطر بكل شيء حتى ينتقل إلى إسرائيل.
قررت أن أذهب لإسرائيل، لأن الذين ذهبوا قبلي قالوا لي إن الوضع هناك أفضل بكثير .
تركت وطني أبحث عن السلامة والأمان، لكني في مصر وجدت التحرش ومشاكل أخرى .
العمل هنا صعب، وهم يرشقونني بالحجارة والبندورة في الشارع. يلعنوني وينادوني بالأسود .
وكالمئات مثله شهريا دفع إدريس مبلغا من المال لمهربين بدو ليأخذوه وأسرته في الرحلة الخطرة إلى الحدود المصرية الإسرائيلية.
تكلفت الرحلة 600 دولار للسفر بالأوتوبيس ثم الاختباء في شاحنة. وفي النهاية تركوا في صحراء سيناء في الساعات الأخيرة من الليل.
القوات المصرية لمحتهم بسرعة.
بينما كنا نعبر الحدود أطلقت النيران .
تم تطويقنا وجلسنا على الأرض، وأخذوا في ضربنا وإطلاق الرصاص طوال الوقت. أصيبت زوجتي بالإغماء، والأطفال صاروا يصرخون .
اعتقل أدريس وسجن لمدة عام، ولم يتمكن منذ الإفراج عنه قبل عدة شهور من العثور على زوجته وطفليه.
بالنسبة لآخرين كان الأمر أصعب من ذلك.
فقد قتل 16 لاجئا ومهاجرا من منطقة جنوب الصحارى على الحدود خلال العام، فيما أصيب كثيرون غيرهم بجراح.
ويتم تجاهل التحذيرات. يقول عبد الله هنزل الذي يعمل ضمن مجموعة لدعم اللاجئين هذا مشكلة شائعة، حين يحاول الناس العبور إلى إسرائيل تطلق سلطات الأمن المصرية النار عليهم وتقتلهم .
وأحيانا حين لا يطلقون عليهم النار يعتقلونهم ويرحلونهم. ويحاول مركزنا الإبلاغ حينما يتم ترحيل أحدهم أو وضعه في السجن .
ويصر مسؤولون مصريون على أنهم لا يطلقون النار على الحدود إلا بعدما يتجاهل الذين يقومون بالعبور مطالبنا المتكررة لهم بالتوقف، ويشير المسؤولون إلى أن عصابات التهريب تحمل مسدسات.
غير أن الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان قد طالبت مصر بالكف عن استخدام القوة المفرطة.
وتم انتقاد تصريح أطلقه مؤخرا وزير الخارجية المصري أشار فيه إلى أن الوفيات لم تتجاوز 2%في عام 2008، أما في عام 2009 فقد بلغت 4% من مجموع عدد الذين يعبرون الحدود بصورة غير قانونية.
وقال محمد الديري الممثل الإقليمي لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنه يأمل في أن يتم الآن وضع سياسات جديدة.
غير أن المشكلة حتى الآن تبدو في تصاعد.
فبموجب صفقة بين ليبيا وإيطاليا عام 2009 تم إغلاق الممر البحري إلى أوروبا أمام المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، ومما ساعد في توجيه مسار تدفقهم نحو إسرائيل، التي تعتبر بأنها تقدم فرص عمل أفضل ومستويات أكثر تمشيا مع المستويات الغربية.
ويتزايد عدد السودانيين والإثيوبيين والإريتريين الذين يتنقلون مباشرة بعد الوصول إلى مصر إلى الحدود .
وتقول إسرائيل إن وصول نحو 1500 لاجئ وطالب لجوء قد وضعت ضغوطا شديدة على أجهزة الأمن والرفاه الاجتماعي.
وقد بدأت إسرائيل العمل بسياسة العودة الساخنة المثيرة للجدل والتي تقوم بموجبها بإعادة المهاجرين فورا من حيث أتوا.
ويقول عماد جاد الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن إسرائيل تتهم مصر دوما بعدم ممارسة دور فعال لمنع التهريب ودخول اللاجئين غير الشرعيين .
ويشير إلى أن عدد القوات في هذه المناطق الحساسة سياسيا محدود بموجب اتفاقية السلام عام 1979 مع إسرائيل .
ويقول إنه وفقا لاتفاقية السلام يحق لمصر نشر 450 جنديا فقط، وتمت زيادة هذا العدد بعد عام 2007 إلى 750 .
لكن لو تحدثنا عن حدود بطول 240 كيلومترا فإن هذا العدد لا يكفي لتأمين الحدود .
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي في كانون الثاني/يناير خططا لبناء عازل على طول جزء من الحدود، وتركيب معدات مراقبة لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين والمسلحين.
لكن في أرض اللوا يظل إدريس على تصميمه، فهو لم يكف أبدا عن الحلم ببداية جديدة في إسرائيل.
لو كانت زوجتي وطفلاي معي لخبرت نفس الكابوس مرة أخرى، فأنا أريد ان أعيش حياة جيدة عندما أتقدم في السن .
لو وجدت سبيلا للوصول إلى إيطاليا أو كندا لذهبت هناك، لكن حسب معلوماتي فهذه أقرب حدود يمكننا الوصول إليها. أنا لا اعرف أبدا سوى كيفية الوصول إلى إسرائيل . هذا المحتوى