السبت، 26 نوفمبر 2011 -
رصد الكاتب الإسرائيلى بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إيتان هابر عشرة ملاحظات عن العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ عهد الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، وحتى حكم المجلس العسكرى الحاكم برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى فى مصر حاليا.
وعن أولى الملاحظات قال هابر هى عبارة عن "قصيدة مدح"، حيث تبدأ قائمة الملاحظات هذه بقصيدة مدح وشكر وتمجيد للرئيس المصرى أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل فى ذلك العصر مناحم بيجين ووزير دفاعه موشيه ديان ووزير خارجية السادات بطرس غالى وعيزرا وإيزمان وكامل حسن على وأهارون باراك وكثيرين آخرين، فى إسرائيل ومصر منحوا إسرائيل ومصر سلاما بجرأة سياسية كبيرة وبحكمة وإرادة صادقتين.
وأضاف الكاتب الإسرائيلى، أن 32 عاما منذ ذلك الحين مرت وكان ذلك سلاما باردا ومعاديا ومنفرا لكنه سلام لم تنشب خلاله حروب ولم يسقط فيه قتلى، وأنه فى الحقيقة كان هناك 30 إسرائيليا قتلوا بأعمال إرهابية تحديدا فى مصر وسيناء.
وعن الملاحظة الثانية قال هابر هى عبارة عن "مجموعة المغفلين" قائلا: "سيكون هناك عدد كاف من اليهود الطيبين يقولون: هل ترون ماذا نتج عن سلامكم؟ ويشيرون إلى الأحداث الأخيرة فى مصر وفى ميدان التحرير، ويجب أن يكون الجواب لناس من هذا النوع أنه قد قتل فى الحرب الأخيرة مع مصر فى عام 1973 أكثر من 1000 إسرائيلى، وفى الحرب قبل الأخيرة أى عام 1967 قتل نحو من 500 إسرائيلى، بينما وقع فى الحرب إلى نشبت بين الحربين، أى الاستنزاف عام 1969 أكثر من 1000 جندى وضابط من جنود الجيش الاسرائيلى، وبالتالى إذا كانت الحروب بين إسرائيل ومصر قد تمت على نحو دورى كل عشر سنين تقريبا فإننا قد وفرنا ثلاث حروب، وعليكم إجراء عملية حسابية بسيطة لذلك".
وجاءت الملاحظة الثالثة عن افتراضية عدم حدوث سلام بين تل أبيب والقاهرة قائلا: "كان يجب علينا نمتلك منذ مطلع الثمانينيات العديد من الفرق العسكرية ومئات الطائرات الأخرى ومئات كثيرة من الدبابات وغير ذلك"، متسائلا أنه فى هذه الحال لم نكن نعلم كيف سيكون الاقتصاد الإسرائيلى اليوم؟.
وعن الملاحظة الرابعة فى العلاقات بين تل أبيب والقاهرة قال هابر، إن الجيش المصرى يعد مصدر رزق للجميع، فهو ليس جيشا فقط بل إمبراطورية اقتصادية، فإذا خرج للحرب فستنهار مصر اقتصاديا، ولن يكون آنذاك لـ 85 مليون من مواطنيها حتى كسرة خبز توزع كل يوم.
وخامسا.. قال المحلل السياسى الإسرائيلى اعتاد أن يستعمل فى العالم الدبلوماسى لعبة الاسكواش وبعبارة أخرى يحدد اللاعب حدود اللعبة، وعدد الضربات والقوانين ويلعب مع نفسه، مضيفا أن المجلس العسكرى الأعلى فى مصر حاول خلال الأيام الأخيرة أن يحدد قوانين اللعب للانتخابات المهمة التى ستجرى فى 2013، وحاول فى واقع الأمر أن يجعل نفسه فوق الحكومة التى ستنتخب، مهما تكن، وقد شوشت مظاهرات الجماهير المصرية الغاضبة الأسبوع الماضى شيئا ما على خططه، وأن تخميننا أن ينجح الجيش فى بسط سيطرته على متظاهرى التحرير الذين هم ناخبو الغد.
وقال هابر عن الملحوظة السادسة تحت عنوان "سيدى المشير"، إن رتبة المشير هى الرتبة العسكرية العليا فى مصر وفى جيوش قليلة أخرى فى العالم، وأن الطنطاوى المشير هو وريث مبارك الآن، وهو معروف للإسرائيليين خاصة بأنه جلس دائما فى اللقاءات مع مبارك ولم ينبس ببنت شفة.
وعن الملاحظة السابعة قال هابر هى عبارة عن "فقدان السيطرة"، فمن المقلق جدا فقدان سيطرة السلطة المصرية على مئات آلاف البدو فى سيناء، وأن الحديث اليوم فى الواقع عن دولة سيناء شبه المستقلة، على حد قوله، مضيفا أن البدو فى هذه الصحراء يعملون عملهم فى ملك خاص، وأنه فى إطار هذه الكارثة تبين للبدو نقطتا ضعف مصر فى سيناء مثل أنبوب الغاز المصدر إلى إسرائيل والقوة الدولية الأمريكية الـ MFO لحفظ السلام التى يعرف قليلون فى مصر بوجودها منذ ثلاثين عاما، حيث يوجد هناك حوالى 1200 جندى أمريكى ينظرون الى المهمة بجدية، موضحا أن البدو يضايقون هؤلاء الأمريكيين الذينو قد يفقدون صبرهم وآنئذ ستدخل الولايات المتحدة للعمل وليرحم الله آنذاك البدو الذين يشدون الحبل شيئا ما كل يوم، على حد قوله.
وعن الملحوظة الثامنة جاءت تحت عنوان "الإخوان المسلمون" قائلا: "تقدر قوتهم السياسة فى مصر قبل الانتخابات بنحو من 25%، وأن هذا كثير جدا، فهم أيضا القوة الأكثر تنظيما فى مصر مع وسائل قتالية، ومع ذلك فإنهم حذرون واعتادوا أن يختبئوا داخل الصف الثانى وراء صف القادة، فإذا نجحوا فوق المقدار وإذا قاموا بحماقة وأرادوا أن يأكلوا الكعكة كلها، فإن مصر تنتظرها حرب أهلية.
وعن الملحوظة التاسعة اقتبس هابر عن "أهريلا ياريف" الذى شغل من قبل منصب رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، قوله: "لكن كل ما قلته يمكن أن ينعكس تماما.. هذا هو الشرق الأوسط يا سادتى".
وأخيرا قال الكاتب الإسرائيلى المخضرم فى نهاية تقريره أن الملاحظة الأخيرة فى العلاقات بين مصر وإسرائيل، هى أن كل الإسرائيليين يشتاقون إلى "حسنى مبارك"مرة أخرى.