القاهرة - محرر مصراوى :
روى الاستاذ محمد حسنين هيكل، فى حوار نظمه موقع مصراوي، قصة مقالاته التى منعت في عصر الرئيس السابق مبارك، وقال " بعد عام من تولى الرئيس مبارك الحكم، اتصل بي مكرم محمد احمد، وكان وقتها رئيس تحرير جريدة الاخبار، لكي اكتب مقاله، بعد عام من حكم مبارك، وجاء مقالي على شكل 5 رسائل موجهة إليه، وانتقدت وبعض الأشياء في حكمه، وبدايات الفساد التي بدأت تظهر، وبالفعل كتبت ذلك وارسلته.
واضاف " ولكني وللأمانة طالبت من مكرم ان يشير احد، فاتصل بي اسامة الباز وكان مستشار للرئيس وقتها، وقال لي ان الرئيس منزعج مما جاء في هذه الرسائل، فقلت له- والكلام علي لسان الاستاذ هيكل- وهل قراها، فرد بالإيجاب، فقلت هذا يكفيني".
واستطرد " ولكني اعدت نشرها قبل اربع سنوات، بجريدة المصري اليوم، واحدثت قلقلاً كبيراً وقتها، وتضررت الجريدة كثيرا بسببها".
وحلل هيكل البيئة التي ينشئ فيها الفساد قائلا " الفساد ينشأ بسبب رؤيتك للقانون، واستعمالك للسلطة مع المصلحة، فإذا اقتربت السلطة من المصلحة.. وإذا فسرت القانون بما يوافق مصالح شخصية فقد بدأ الفساد".
شاهد الفيديو
حوار هيكل لمصراويوروى هيكل تفاصيل اخر مقابله له مع الرئيس السادات ، وكانت في يناير عام 1974 قائلا " قابلت للمرة الاخيرة واتفقنا ان نكون أصدقاء، وسألني اذا كنت سامر عليه ام سيمر علي، فقمت بالمرور عليه في منزله، واصطحبني بعدها في سيارته، وذهبنا لنادي الرماية بالهرم، وعرض على بعض المناصب وقتها، مثل مستشار له، وقلت له وقتها، اذا كنت اختلف مع ونحن اصدقاء، فماذا سيحدث اذا عملنا معاً واعتذرت وقلت أني سأتفرغ للكتابة".
وتذكر هيكل بعض تفاصيل هذه اللقاء، وروى اجابته علي سؤال وجه له الرئيس السادات، حول رؤيته لما يجب ان يكون في الفترة القادمة-وقتها-، فقال هيكل:" حاجتين مهمين، الأولى: كل الطقم اللي بنى السد العالي لا تدعه يتفرق واعمل هيئة تجمعهم .. النقطة الثانية اجمع المشير احمد اسماعيل، وكل قادة حرب اكتوبر، واجعلهم اساتذة في الكلية الحربية، لأنه تنقصنا مدرسة في العسكرية، وهؤلاء خاضوا تجربة مهمة في الحرب.. فيجب أن يدرسوا تجربتهم، وتنشأ مدرسة عسكرية جربت وعاشت، وهذه تبقى أعظم خدمة لبلدك".
واكد هيكل، في معرض حديثه عن التجارب العسكرية المصرية، ان الحروب مع اسرائيل لن تنتهي، وأن هذا البلد بموقعه ومسئولياته وامنه، يحتاج لجيش قوى، وهو ما يمكن ان تبنيه مع الوقت، ولكن تجربة القتال هو ما استفدنا به من حرب اكتوبر".
وفى اجابه علي احد اسئلة الشباب الخاص، بانحصار الدور المصري افريقياً"، واثر ذلك علي تفاقم ازمة علاقاتنا مع دول حوض النيل، قال:" مصر زمان كان عندها اهتمامات بالقارة الإفريقية، وكان فيه مشاريع قوية على اساس رأس مال واستثمارات، وكانت مظلة لكي نتحرك تحتها في الاقليم الافريقية".
واضاف:" الاستراتيجية الوطنية العليا لأي بلد تقوم على مصالحها.. ويجب أن تسبق هذه المصالح رؤى، مثل ان تتحدث عن حصاد ما تزرع، دون ان تتطرق الي مواردك والبذور التي استخدمتها في الزرع. فلا يجوز ان تتكلم عن الثمار والمكاسب قبل أن تزرع.
واشار محمد حسنين هيكل الي ان مصر دائما ما كان لها تواجد في أفريقيا، والتعاون في كل المجالات مع مختلف دول القارة، ولكن لابد أن يوجد مشاريع تستمر وتستثمر ذلك خاصة انك وقفت وراء القارة، وحركات الاستقلال فيها، التي خلقت لك نفوذ، وهو ما كان يجب ان لا يتوقف، لكي يعود بمردود عملي، او حتى مادي اذا اردنا ان نقول ذلك، ولكن لا تستطيع أن تطالب بمصالح هناك دون أن توجد لديك مسئوليات.
وقال:" نحن أثرنا أن ننسحب من افريقيا دون أسباب أعرفها، عمال تقولي مصر أولاً، وأنا قاعد داخل الحدود الإفريقية.. مصر أخر بلد يمكن أن تبقي داخل حدودها، وكنت انزعج جدا من حديث الرئيس مبارك، عن امن مصر يبدا من للحدود، وهذا خطاء، امن مصر الحقيقي يبدأ مع اول منبع للنيل، قد يكون ذلك – يقصد الالتزام بالحدود الجغرافية- مقبولاً في دول مثل امريكا او رسيا، لديها قدرة علي ان تكتفي داخلياً، اما انت فتحتاج الي ان تنتشر وتدافع عن مصالحك".
وفي تعقيب للفنان عمرو واكد الذي ادار الحوار حول النموذج الامريكي للدفاع عن مصالحا بالانتشار في منطقة الشرق الاوسط ، قال الاستاذ هيكل:" امريكا منتشرة في كل مكان، ولديها اسطولين حربيين يحيطان بك الخامس والسادس، والدولار مازال هو عمله الاحتياط العالمي، واقتصاد بحجم الانتاج الامريكي والمخترعات والتقدم التكنلوجي، تلعب دور كبير في ادارة العالم".
واضاف قائلاً "أمريكا تحدد جدول أعمال العالم، ولديهم وسائل الدعاية الكافية، ووسائل إعلام لتضع جدول اهتمامات في العالم.. بالإضافة إلى انها تؤثر حتى في طريقة الحياة.. حتى سادت ثقافة السندويتشات البرجر والكولا، وهذا نوع جديد من نشر الثقافة ونشر "طريقة العيش".
واوضح ان أمريكا تريد السيطرة على المنطقة، موارداً ومواقعا.. وهي راغبة في أن تأتي هنا ولكن دون مراكب أو أدوات محددة سلفا، لتصل بها إلى ما تريد فهي تختبر الأجواء الموجودة، وتقيس إلى أي مدى أنت متماسك وإلى أي مدى أنت قوي. فأمريكا تستغل وتملئ الفراغ السياسي في المنطقة وتستغل إسرائيل كاداه.. ومصر كانت تملأ هذا الفضاء السياسي في المنطقة، ولكنها انسحبت".
وتطرق الاستاذ هيكل في معرض اجابته علي الانسان المصري، وما يجب ان يهتم به في المستقبل قال،": كل شعب في الدنيا لابد أن يتقدم بشكل أو أخر في علاقته الجدلية مع السلطة.. والشعب المصري يضحك عليه بطريقة غير طبيعية، لأن شعب زراعي وجالس ويريد أن يتفاءل.. مرة كتبت عن أوباما، وطلبت الا نفرط في التفاؤل، في مقالة لجريدة الشروق، فوجدت تعليق في بريد القراء، قالوا لي بشر ولا تنفر".
واضاف: جزء من المصائب التي نقع فيها راجعة إلى طبيعة الشعب المصري، نحن نصدق بسهولة دون أن ندرس وهناك استسلام للمقادير.. أنا اعتقد أنك تحصل الحكام الذين تستحقهم".
وتساءل هيكل "احنا اتفقنا على إيه قبل كدا؟ النظام الملكي جاء وصدقناه، وبعد فترة طويلة غضبنا عليه، ثم جاء عبدالناصر واختلفنا معه، ثم السادات وهكذا، وقال :"آن الوقت أن نتعلم من الدرس، وأن نشارك في تطوير بلادنا، ونكن جادين فيما نقوم به، فلا يعقل أن نقوم بهذه الثورة، وبعدين في الأخر تقولي امضي استمارات، وتقول نعم أو لا، وعلم على علامة بيضاء وحمراء، على راسي ذلك، ولكن هذا منتهى الطموح.. يجب أن نقف وقفة جادة، ونعرف هنعمل ايه دلوقتي؟!
وبسؤاله عن الخطوات التي يجب ينضح ان نقوم بها الان، قال هيكل "أهم حاجة تعرف انت فين أولاً.. لا يمكن نعمل اي حاجة، إلا إذا أدركت أين نحن.. قل لي اين أنت وإلى أي مدى مستعد، وما هي الوسائل التي لديك".
ودعا الاستاذ هيكل الي البدء الفوري في حوار وطني شامل، لا يستثنى أي قوى، ويتيح الفرصة للجميع ان يعرضوا رؤيتهم. عاوز تقولي ان بعد كل هذه السنين السابقة، لست في حاجة إلى ان يجلس هذا البلد في شكل مجتمع شامل لنعرف أين نحن!!
واكد ان مثل هذا حدث في أمم كثيرة .. ماذا فعلت عندما جاءت مرحلة انتقال عام 1961 عندما حدث انفصال في سوريا دعونا لمؤتمر لكافة القوى الوطنية، وجلسوا على شكل مؤتمر جامع، أنا لا أريد حزب او رجل معين ينفرد بتقرير مستقبل دون أن يكون فيه صالحاً.
وقال:" كل أمة تواجه لحظتين مهمتين في حياتها، لحظة تأسيس ولحظة الاختيار؛ والثانية تكون مرتبطة بحرية الاختيار بين بدائل.. ولكن لا يمكن ان تتسمك بحق الاختيار دون أن تعرف الحقيقة وأين تقف".
وأعرب الاستاذ هيكل عن سعادته بالحديث للشباب المصري، واكد انه لم يتحدث بهذه الصراحة من قبل، وقال لهم ما لم يقله لأى وسيلة اعلامية قبل ذلك، واختتم حديثه قائلاً: “إذا تولدت قوة الضغط الكافية لتحقيق مطلب فلا شيء يقف ضدها.. وشباب الثورة ضغطوا حتى وصلوا لمطلبهم.. والحديث عن اين سنذهب شمال ام يمين، مرتبط بفتح هذا الصندوق الأسود، لكي نواجه ونصل الى شيء.. ولن يجدى أي أسلوب إلا مطلق الصراحة.
الجدير بالذكر ان محمد حسنين هيكل، هو الصحفي الأشهر والأبرز مصريا وعربيا، وأحد أهم المؤرخين والمحللين السياسيين عربيا ودوليا.
ولد هيكل عام 1923 وكان من أهم المقربين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأحد المشاركين في صياغة السياسة المصرية والعربية في الحقبة الناصرية، وتولى وزارة الإعلام ورئاسة تحرير الأهرام، وترك للمكتبة العربية ما يزيد على الخمسين كتابا تعد في مجملها وثائق وشهادات تاريخية لا يمكن الاستغناء عنها في قراءة التاريخ العربي المعاصر.
روى الاستاذ محمد حسنين هيكل، فى حوار نظمه موقع مصراوي، قصة مقالاته التى منعت في عصر الرئيس السابق مبارك، وقال " بعد عام من تولى الرئيس مبارك الحكم، اتصل بي مكرم محمد احمد، وكان وقتها رئيس تحرير جريدة الاخبار، لكي اكتب مقاله، بعد عام من حكم مبارك، وجاء مقالي على شكل 5 رسائل موجهة إليه، وانتقدت وبعض الأشياء في حكمه، وبدايات الفساد التي بدأت تظهر، وبالفعل كتبت ذلك وارسلته.
واضاف " ولكني وللأمانة طالبت من مكرم ان يشير احد، فاتصل بي اسامة الباز وكان مستشار للرئيس وقتها، وقال لي ان الرئيس منزعج مما جاء في هذه الرسائل، فقلت له- والكلام علي لسان الاستاذ هيكل- وهل قراها، فرد بالإيجاب، فقلت هذا يكفيني".
واستطرد " ولكني اعدت نشرها قبل اربع سنوات، بجريدة المصري اليوم، واحدثت قلقلاً كبيراً وقتها، وتضررت الجريدة كثيرا بسببها".
وحلل هيكل البيئة التي ينشئ فيها الفساد قائلا " الفساد ينشأ بسبب رؤيتك للقانون، واستعمالك للسلطة مع المصلحة، فإذا اقتربت السلطة من المصلحة.. وإذا فسرت القانون بما يوافق مصالح شخصية فقد بدأ الفساد".
شاهد الفيديو
حوار هيكل لمصراويوروى هيكل تفاصيل اخر مقابله له مع الرئيس السادات ، وكانت في يناير عام 1974 قائلا " قابلت للمرة الاخيرة واتفقنا ان نكون أصدقاء، وسألني اذا كنت سامر عليه ام سيمر علي، فقمت بالمرور عليه في منزله، واصطحبني بعدها في سيارته، وذهبنا لنادي الرماية بالهرم، وعرض على بعض المناصب وقتها، مثل مستشار له، وقلت له وقتها، اذا كنت اختلف مع ونحن اصدقاء، فماذا سيحدث اذا عملنا معاً واعتذرت وقلت أني سأتفرغ للكتابة".
وتذكر هيكل بعض تفاصيل هذه اللقاء، وروى اجابته علي سؤال وجه له الرئيس السادات، حول رؤيته لما يجب ان يكون في الفترة القادمة-وقتها-، فقال هيكل:" حاجتين مهمين، الأولى: كل الطقم اللي بنى السد العالي لا تدعه يتفرق واعمل هيئة تجمعهم .. النقطة الثانية اجمع المشير احمد اسماعيل، وكل قادة حرب اكتوبر، واجعلهم اساتذة في الكلية الحربية، لأنه تنقصنا مدرسة في العسكرية، وهؤلاء خاضوا تجربة مهمة في الحرب.. فيجب أن يدرسوا تجربتهم، وتنشأ مدرسة عسكرية جربت وعاشت، وهذه تبقى أعظم خدمة لبلدك".
واكد هيكل، في معرض حديثه عن التجارب العسكرية المصرية، ان الحروب مع اسرائيل لن تنتهي، وأن هذا البلد بموقعه ومسئولياته وامنه، يحتاج لجيش قوى، وهو ما يمكن ان تبنيه مع الوقت، ولكن تجربة القتال هو ما استفدنا به من حرب اكتوبر".
وفى اجابه علي احد اسئلة الشباب الخاص، بانحصار الدور المصري افريقياً"، واثر ذلك علي تفاقم ازمة علاقاتنا مع دول حوض النيل، قال:" مصر زمان كان عندها اهتمامات بالقارة الإفريقية، وكان فيه مشاريع قوية على اساس رأس مال واستثمارات، وكانت مظلة لكي نتحرك تحتها في الاقليم الافريقية".
واضاف:" الاستراتيجية الوطنية العليا لأي بلد تقوم على مصالحها.. ويجب أن تسبق هذه المصالح رؤى، مثل ان تتحدث عن حصاد ما تزرع، دون ان تتطرق الي مواردك والبذور التي استخدمتها في الزرع. فلا يجوز ان تتكلم عن الثمار والمكاسب قبل أن تزرع.
واشار محمد حسنين هيكل الي ان مصر دائما ما كان لها تواجد في أفريقيا، والتعاون في كل المجالات مع مختلف دول القارة، ولكن لابد أن يوجد مشاريع تستمر وتستثمر ذلك خاصة انك وقفت وراء القارة، وحركات الاستقلال فيها، التي خلقت لك نفوذ، وهو ما كان يجب ان لا يتوقف، لكي يعود بمردود عملي، او حتى مادي اذا اردنا ان نقول ذلك، ولكن لا تستطيع أن تطالب بمصالح هناك دون أن توجد لديك مسئوليات.
وقال:" نحن أثرنا أن ننسحب من افريقيا دون أسباب أعرفها، عمال تقولي مصر أولاً، وأنا قاعد داخل الحدود الإفريقية.. مصر أخر بلد يمكن أن تبقي داخل حدودها، وكنت انزعج جدا من حديث الرئيس مبارك، عن امن مصر يبدا من للحدود، وهذا خطاء، امن مصر الحقيقي يبدأ مع اول منبع للنيل، قد يكون ذلك – يقصد الالتزام بالحدود الجغرافية- مقبولاً في دول مثل امريكا او رسيا، لديها قدرة علي ان تكتفي داخلياً، اما انت فتحتاج الي ان تنتشر وتدافع عن مصالحك".
وفي تعقيب للفنان عمرو واكد الذي ادار الحوار حول النموذج الامريكي للدفاع عن مصالحا بالانتشار في منطقة الشرق الاوسط ، قال الاستاذ هيكل:" امريكا منتشرة في كل مكان، ولديها اسطولين حربيين يحيطان بك الخامس والسادس، والدولار مازال هو عمله الاحتياط العالمي، واقتصاد بحجم الانتاج الامريكي والمخترعات والتقدم التكنلوجي، تلعب دور كبير في ادارة العالم".
واضاف قائلاً "أمريكا تحدد جدول أعمال العالم، ولديهم وسائل الدعاية الكافية، ووسائل إعلام لتضع جدول اهتمامات في العالم.. بالإضافة إلى انها تؤثر حتى في طريقة الحياة.. حتى سادت ثقافة السندويتشات البرجر والكولا، وهذا نوع جديد من نشر الثقافة ونشر "طريقة العيش".
واوضح ان أمريكا تريد السيطرة على المنطقة، موارداً ومواقعا.. وهي راغبة في أن تأتي هنا ولكن دون مراكب أو أدوات محددة سلفا، لتصل بها إلى ما تريد فهي تختبر الأجواء الموجودة، وتقيس إلى أي مدى أنت متماسك وإلى أي مدى أنت قوي. فأمريكا تستغل وتملئ الفراغ السياسي في المنطقة وتستغل إسرائيل كاداه.. ومصر كانت تملأ هذا الفضاء السياسي في المنطقة، ولكنها انسحبت".
وتطرق الاستاذ هيكل في معرض اجابته علي الانسان المصري، وما يجب ان يهتم به في المستقبل قال،": كل شعب في الدنيا لابد أن يتقدم بشكل أو أخر في علاقته الجدلية مع السلطة.. والشعب المصري يضحك عليه بطريقة غير طبيعية، لأن شعب زراعي وجالس ويريد أن يتفاءل.. مرة كتبت عن أوباما، وطلبت الا نفرط في التفاؤل، في مقالة لجريدة الشروق، فوجدت تعليق في بريد القراء، قالوا لي بشر ولا تنفر".
واضاف: جزء من المصائب التي نقع فيها راجعة إلى طبيعة الشعب المصري، نحن نصدق بسهولة دون أن ندرس وهناك استسلام للمقادير.. أنا اعتقد أنك تحصل الحكام الذين تستحقهم".
وتساءل هيكل "احنا اتفقنا على إيه قبل كدا؟ النظام الملكي جاء وصدقناه، وبعد فترة طويلة غضبنا عليه، ثم جاء عبدالناصر واختلفنا معه، ثم السادات وهكذا، وقال :"آن الوقت أن نتعلم من الدرس، وأن نشارك في تطوير بلادنا، ونكن جادين فيما نقوم به، فلا يعقل أن نقوم بهذه الثورة، وبعدين في الأخر تقولي امضي استمارات، وتقول نعم أو لا، وعلم على علامة بيضاء وحمراء، على راسي ذلك، ولكن هذا منتهى الطموح.. يجب أن نقف وقفة جادة، ونعرف هنعمل ايه دلوقتي؟!
وبسؤاله عن الخطوات التي يجب ينضح ان نقوم بها الان، قال هيكل "أهم حاجة تعرف انت فين أولاً.. لا يمكن نعمل اي حاجة، إلا إذا أدركت أين نحن.. قل لي اين أنت وإلى أي مدى مستعد، وما هي الوسائل التي لديك".
ودعا الاستاذ هيكل الي البدء الفوري في حوار وطني شامل، لا يستثنى أي قوى، ويتيح الفرصة للجميع ان يعرضوا رؤيتهم. عاوز تقولي ان بعد كل هذه السنين السابقة، لست في حاجة إلى ان يجلس هذا البلد في شكل مجتمع شامل لنعرف أين نحن!!
واكد ان مثل هذا حدث في أمم كثيرة .. ماذا فعلت عندما جاءت مرحلة انتقال عام 1961 عندما حدث انفصال في سوريا دعونا لمؤتمر لكافة القوى الوطنية، وجلسوا على شكل مؤتمر جامع، أنا لا أريد حزب او رجل معين ينفرد بتقرير مستقبل دون أن يكون فيه صالحاً.
وقال:" كل أمة تواجه لحظتين مهمتين في حياتها، لحظة تأسيس ولحظة الاختيار؛ والثانية تكون مرتبطة بحرية الاختيار بين بدائل.. ولكن لا يمكن ان تتسمك بحق الاختيار دون أن تعرف الحقيقة وأين تقف".
وأعرب الاستاذ هيكل عن سعادته بالحديث للشباب المصري، واكد انه لم يتحدث بهذه الصراحة من قبل، وقال لهم ما لم يقله لأى وسيلة اعلامية قبل ذلك، واختتم حديثه قائلاً: “إذا تولدت قوة الضغط الكافية لتحقيق مطلب فلا شيء يقف ضدها.. وشباب الثورة ضغطوا حتى وصلوا لمطلبهم.. والحديث عن اين سنذهب شمال ام يمين، مرتبط بفتح هذا الصندوق الأسود، لكي نواجه ونصل الى شيء.. ولن يجدى أي أسلوب إلا مطلق الصراحة.
الجدير بالذكر ان محمد حسنين هيكل، هو الصحفي الأشهر والأبرز مصريا وعربيا، وأحد أهم المؤرخين والمحللين السياسيين عربيا ودوليا.
ولد هيكل عام 1923 وكان من أهم المقربين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأحد المشاركين في صياغة السياسة المصرية والعربية في الحقبة الناصرية، وتولى وزارة الإعلام ورئاسة تحرير الأهرام، وترك للمكتبة العربية ما يزيد على الخمسين كتابا تعد في مجملها وثائق وشهادات تاريخية لا يمكن الاستغناء عنها في قراءة التاريخ العربي المعاصر.