يتقدم الأثري عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بمشروع قومي لتعمير سيناء من خلال إحياء الطرق التاريخية ويوضح أنه عبر التواصل الحضاري علي أرض سيناء نشأت عدة طرق تاريخية حربية - تجارية - دينية تخترقها من الشرق للغرب ومازال بعضها لليوم ولو تم استغلال هذه الطرق لكانت سيناء هي المخرج لكل مشاكلنا الاقتصادية والمشروع القومي لمصر.
هذه الطرق حسب التسلسل التاريخي طريق سيتي الأول الشهير بطريق حورس طريق خروج بني إسرائيل وطريق العرب الأنباط وطريق الحج المسيحي ويشمل طريق العائلة المقدسة ودرب الحج المصري القديم إلي مكة المكرمة والطريق الحربي لصلاح الدين بسيناء وتعتبر هذه الطرق منظومة حضارية متكاملة تشمل الآثار والتراث الشعبي السيناوي والجبال بأنواعها وأشكالها المبهرة من منحوتات صنعتها الطبيعة ووديان تحوي داخلها عيوناً مائية ونباتات نادرة ونقوشاً أثرية لكل الحضارات التي تعاقبت علي سيناء ومياة كبريتية ونباتات طيبة.
طريق حورس هو الطريق الحربي الممتد في سيناء من ثارو "القنطرة" حتي مدينة رفح واستخدم هذا الطريق منذ أيام الدولة الوسطي "2133 - 1786 ق.م" وطول هذا الطريق 150 كم وطريق خروج بني إسرائيل يمثل قيمة لكل الأديان حيث وردت قصة نبي الله موسي وبني إسرائيل في عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرم الله سبحانه وتعالي جبل الطور وجعله في منزلة مكة والقدس ولهذا الطريق مكانة خاصة في المسيحية حيث ذكرت الوثائق التاريخية أن المباني الدينية المسيحية بسيناء كالأديرة والكنائس بنيت في محطات هذا الطريق تبركاً بهذه الأماكن وخصوصاً أشهر هذه الأماكن وهو دير طور سيناء الذي أطلق عليه دير سانت كاترين فيما بعد وهو أهم الأديرة علي مستوي العالم. كما بني جامع شهير في العصر الفاطمي داخل دير سانت كاترين تبركاً بالوادي المقدس كان يزوره الحجاج المسلمون واختلفت الآراء حول تحديد محطات طريق خروج بني إسرائيل في سيناء ولكن هناك بعض الشواهد الباقية حتي الآن تتفق مع ما ذكر في القرآن الكريم ومنها منطقة عيون موسي 35 كم جنوب شرق السويس وهناك طريق للعرب الأنباط بسيناء تم الكشف عن أهم محطاته المتمثل في ميناء دهب البحري الذي يعود للقرن الأول قبل الميلاد وكان هناك طريق للأنباط من أيلة "مدينة العقبة الآن" علي رأس خليج العقبة إلي ميناء دهب وغيرها.
وهناك ضرورة لإحياء طريق الحج الإسلامي عبر سيناء والذي يمثل قيمة لكل العالم الإسلامي وان هذا الطريق قديماً يرتبط بنشاط تجاري كبير حيث يقام في محطات هذا الطريق في نخل والعقبة أسواق تباع فيها الأقمشة والمأكولات من الدول العربية المختلفة.