السبت، 7 يناير 2012 -
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر قد طلبت من حركة حماس وقف جميع أنشطتها العسكرية والتركيز على السياسة، من أجل الحفاظ على هدوء الأوضاع.
وفى تقرير عن حركة حماس وما يسودها من خلافات فى الوقت الراهن، تحدث الصحيفة عن زيادة التوتر والخلافات داخل الحركة، تحديداً بين قيادة الحركة فى غزة ومدير مكتبها السياسى خالد مشعل، بشأن الاسترتيجية المستقبلية للحركة فى أعقاب ما يسمى بالربيع العربى الذى اتسم بالسلمية وما تلاه من نجاح الأحزاب الإسلامية فى الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة أن مشعل المقيم فى دمشق أشار خلال الأسابيع الماضية إلى أن الحركة تقوم بتحول إستراتيجى بعيداً عن النضال المسلح ونحو المقاومة السلمية، إلا أن محمود الزهار، أكبر كبار قيادات الحركة فى غزة صرح للجارديان أنه لا يوجد تغيير يتعلق بطريقة تفكير الجماعة فى التعامل مع الصراع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن هذا الخلاف الذى لم يعلن عنه جاء بعد تأييد مشعل للاحتجاجات الشعبية السلمية وتأييدها أكثر من المقاومة المسلحة خلال اجتماع عقده قبل ستة أسابيع مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، حيث ناقشا كلاهما المصالحة بين فتح وحماس قبل الانتخابات القادمة.
وكانت مجلة "جينس" المتخصصة فى التحليل الأمنى والاستخباراتى قد نقلت الشهر الماضى عن مصادر أمنية رفيعة المستوى من داخل حركة حماس قولها إن الحركة قبلت ولأول مرة منذ تأسيسها عام 1987 الإنتقال من المقاومة المسلحة إلى المقومة السلمية.
غير أن الزهار يقول إن المقاومة الشعبية احتضنت المقاومة العسكرية والمدنية طالما أن المنهجين مدعومين من أغلبية الشعب. وأضاف أن حماس لا تنكر حق المقاومة بشتى الطرق، مشيراً إلى أن غزة لم تعد محتلة بما يعنى أن المقاومة المدنية موجودة هناك، لكن الشعب لا يزال فى حاجة إلى الدفاع عن نفسه ضد العنف القادم من الخارج، على حد قوله.
ويقول المحلل الفلسطينى مخيمر أبوسعدة إن هناك خلافات كبيرة بين الزهار ومشعل بشأن سياسة حماس واتجاهها المستقبلى، فكان مشعل واضحاً وضوح الشمس وقصد المقاومة الشعبية السلمية، وأشار إلى الثورات الشعبية فى مصر وتونس، إلا أن الزهار كما يقول أبو سعدة لا يقتنع بذلك لاسيما فى هذا الوقت الحرج عندما يتحدث الناس عن إجراء انتخابات، ولا تريد حماس هنا أن تظهر وكأنها تتخلى عن النضال المسلح.
فقد أمن مشعلن كما يقول المحلل الفلسطينى، أنه فى أعقاب الربيع العربى لم تعد المقاومة المسلحة مناسبة أو مقبولة وأن حماس فى حاجة إلى مراجعة إستراتيجيتها لجعلها متماشية مع الحركات الشعبية فى المنطقة.
ونقلت الصحيفة كذلك عن المحلل الفلسطينى المقيم فى غزة، إبراهيم إبراش قوله إن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر طلبت سراً من حماس وقف أنشطتها العسكرية والتركيز على العمل السياسى، لأنهم أى الإخوان يريدون أن تظل الأوضاع هادئة.
وترى الصحيفة أن القيادة الخارجية لحماس كما يُعتقد أكثر حساسية إزاء التغيير فى المنطقة بينما تركز القيادة الداخلية على توطيد وضعها فى الداخل. وحسبما يقوم أحد المصادر من داخل حماس، فإن مشعل يحاول إقناع قيادة غزة بضرورة فتح صفحة جديدة، وأن العزلة عب كبير.
خالد مشعل