April 24 2011 11:15
تتابع اسرائيل عن كثب التطورات الجارية في سوريا، وغير راضية عن اي قصور من التطورات على النظام في دمشق، ويسود تخوف من ان يؤدي انتهاء عهد الاسد الى وصول اوساط متطرفة للسلطة لا تحافظ على استمرار الهدوء على الحدود الشمالية.وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية اليوم انه وفقاً للتقديرات الاسرائيلية فإن نظام الأسد سيحافظ على نفسه الى المدى القصير لأنه يرتكز على جيش قوي وعلى مخابرات قمعية، ومع ذلك يعتقدون في اسرائيل بأن شيئاً ما وقع في دمشق، اذ تحطم حاجز الخوف من النظام وازدادت معارضة الاسد، الامر الذي سيهدد هذا النظام على المدى البعيد
وأعرب مصدر اسرائيلي كبير امس عن اعتقاده بأن احتمالات استئناف المفاوضات مع سوريا اصبحت ضئيلة في ضوء التطورات الاخيرة، ولان الاسد اعتاد القول في المقابلات التي تجريها معه وسائل الاعلام بأن سبب تأييد الشعب له ناجم عن مواقفه الراسخة حيال اسرائيل، ووفقاً للتقديرات الاسرائيلية فإن الاسد سيحاول تعزيز مكانته في اوساط شعبه من خلال تبني مواقف معارضة لاسرائيل وحتى معارضة لاي حل وسط.ووفقاً للتقديرات الاسرائيلية من المتوقع سقوط النظام الحالي في سوريا على المدى الطويل، لكن هذا لن يحمل بشائر خير لاسرائيل ورغم الفرحة الاسرائيلية التي ستسود جراء سقوط الدكتاتور الحليف لايران ولمنظمة "حزب الله" اللبنانية فإنه في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة والكراهية للسلطة والاغلبية السنية، كل هذا سيؤدي الى سقوط السلطة بأيدي الاخوان المسلمين الذين لا يبدون استعداداً للاعتراف باسرائيل ويسعون الى تصفية جميع الانظمة العلمانية في المنطقة
ومن بين التصورات الاسرائيلية للتطورات في سوريا سيطرت عناصر عنف وجدت بسوريا ملاذاً لها ابان عهد الاسد الأب.وقال مسؤول اسرائيلي كبير: "اذا سقط الاسد ستعمل المنظمات على وجود اوساط متطرفة في السلطة، وهذا بالتأكيد تصور سيء، اذ ان الاسد، وعلى الاقل، تحدث عن السلام مع اسرائيل، حتى وان لم يكن يقصد ذلك".ومع ذلك يدركون في اسرائيل بأن الاحداث في سوريا تشكل وبصورة رئيسة ضربة لايران و"حزب الله" وان الرئيس السوري اقام محوراً معهما وعمل على تزويد "حزب الله" بعشرات آلاف الصواريخ. ويأملون في اسرائيل بأن تؤدي الاحداث الجارية في سوريا الى عدم تمكنها من استمرار نقل الاسلحة الى منظمة "حزب الله"، ويقول دبلوماسيون اسرائيليون ان الاحداث في سوريا تشكل صفقة مدوية لعدة اطراف راهنت على استقرار نظام الاسد: الاوروبيون، حزب الله، ايران وتركيا، وقال الدبلوماسيون: "لقد خسر جميع هؤلاء الرهان، ويشعرون الآن بآلام هزيمتهم"
على صعيد اخر قال قال ناشطون في بيان صدر اليوم ان عدد قتلى التظاهرات التي شهدتها سوريا الجمعة والسبت ارتفع الى 120، متهمين السلطات السورية بقتل المتظاهرين العزل والاستهانة بحرمة الاموات باطلاقها النار على مواكب التشييع.واوردت "لجنة شهداء ثورة 15 آذار" التي تحصي ضحايا قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا في بيان تسلمت وكالة "فرانس برس" نسخة منه اسماء 13 قتيلا جديدا سقطوا يوم الجمعة منهم 4 في دمشق وريفها، و3 في حمص (وسط) و6 في مدينة حماة (وسط).كما ذكرت اسماء 25 قتلا سقطوا يوم السبت بنار رجال الامن اثناء مشاركتهم في تشييع المتظاهرين الذين قضوا الجمعة.وقالت ان 18 منهم قتلوا في درعا (جنوب) وواحد في حمص وستة في دمشق وريفها وبذلك ترتفع حصيلة القتلى ليومي الجمعة والسبت الى 120 شخصا.وكانت "لجنة شهداء ثورة 15 آذار" اوردت في بيان اسماء 82 شخصا قالت انهم قتلوا الجمعة في عدد من المدن والقرى السورية، موضحة ان هذه الحصيلة يمكن ان ترتفع.واسفرت موجة الاحتجاجات التي شهدتها سوريا عن مقتل 348 شخصا على الاقل